الحمد لله, فأنا وأنت لانزال أحياء, نقرأ ونكتب ونتلفت يمينا وشمالا.. ونجلس ونقف وننتظر إلي بعيد وإلي قريب.. ونمد أيدينا إلي الطعام وندفعه بعيدا عنا وننهض ونخرج إلي أي مكان.. وكل هذه حركات يجب أن نحمدالله عليها.. فإن كنت تري أن الذي فعلته أنت في هذه اللحظة ليس شيئا كبيرا, وأنه ليس أسخف من هذا الكلام الذي قلته لك مع بداية عام جديد, فأرجوك أن تخطف رجلك إلي أقرب مستشفي.. وانظر من بعيد ما الذي تراه؟! ما الذي تسمعه؟! ما الذي تشمه؟! الحمد لله أنك لست واحدا من هؤلاء الذين أمامك.. إنها نعمة كبري أن تكون قادرا علي الذهاب إلي هناك تتفرج.. وتمكث بعض الوقت.. وتهرب بعيدا, ناسيا أنك أحسن حالا وأصح جسما وأقدر علي الحركة.. أرجوك أن تجعل طريقك علي المقابر.. واحمد ربنا.. وإن كنت في سيارة فانظر إلي الناس.. انهم يمشون علي أقدامهم.. وإن كنت تمشي علي قدميك, فانظر إلي الناس الذين ينزلون من السيارات وقد ساندوهم, لأنهم لا يقدرون علي الحركة.. وإن كانت ذراع واحدة أو ساق واحدة أو عين واحدة توجعك, فاحمد الله علي أنها واحدة..وإذا وجدت وجوها مكشرة فابتسم, فإن الابتسام نعمة كبري.. إن الابتسام يغسل أعماقك ويجلو وجهك.. ويجعل دنياك أهدأ وأنعم.. صدقني إن الذي لا يملك الابتسام قد خسر كثيرا جدا.. ولا شيء يدل علي حضارة الإنسان مثل ابتسامته وبشاشته.. فالشعوب البدائية لا تعرف كيف تبتسم.. والابتسامة هي أرخص عملية كيميائية خلقها الله.. فلا تكاد تبتسم حتي تتوازن في داخلك قوي وعضلات وأعصاب ووظائف.. مع أن الذي فعلته ليس إلا إضاءة شمعة واحدة علي وجهك.. ولكن هذه الشمعة تضيء ما لا نهاية له من الشموع في داخلك.. في قلبك.. وعقلك.. وأحلامك.. والطريق أمامك. أرجوك أن تنظر إلي بيتك.. إلي غرفه.. إلي أثاثه.. إلي زوجتك وأولادك.. احمد ربنا علي الذي أعطاك.. لابد أن تفعل ذلك.. لكي تريح نفسك وعقلك وجسدك والناس حولك.. وقوله تعالي: لئن شكرتم لأزيدنكم هي حكمة يومك وغدك وعامك المقبل إن شاء الله.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment